قصيدة جديدة للشاعرة مليكة العمراني

مدينة المنفى
وإذ أرهف سمعي
أسمع صوت أبي باكيا في الفجر
بحته
نايه المكسور في باحة البيت
وأسمع أنين أسلافه يتوزع بين رياح القبائل
وإذ أمعن بصري
لا أرى غير عناكب تنسج بيتها في الخلاء
وأسمع ذئابا تعوي في الفلوات فتكسر قلبي
وأرى الأقواس تنفر من يدي مرممها
وأرى ساسة يبيعون لحما رخيصا في مداخل المدن
وشحاذين يبتسمون في وجه أطفال سمر بترت أطرافهم في الحروب
وأحلاما خضرا تهوي مع صوت الريح
ومساجد يجتاحها سماسرة
وبحارة أضاعوا الطريق إلى آخر الليل
وأشم رائحة الشواء تنبعث من منزل مهجور في الجوار
وألمس كف صديق حانية أضعتها ذات رحلة في طريق الحياة
وأرى مدنا يغرقها الطوفان
سأمحو هذي القصيدة وأغرق في البكاء الطويل
مليكة العمراني
تونس في 7جوان 2018
Facebook Comments
اترك رداً